بحسب توصيات الأكاديمية الأميركية والأوروبية للأطفال، فالسن المناسب لبدء ادخال الأغذية لحمية الأطفال هو الشهر السادس، وذلك لأن الأبحاث والدراسات خلصت الى ان تناول الطفل لمختلف أنواع الاطعمه قبل بلوغه شهره السادس يرفع من فرصة اصابته بالحساسية. كما شددوا على أهمية الرضاعة الطبيعية لدورها في تقليل خطر الاصابة بالحساسية. وبحسب الدكتور خالد الصراف استشاري أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، فيوصي باتباع التوصيات العالمية المنشورة وبخاصة لانتشار الاصابة في الحساسية في الكويت. وأشار قائلا: « ولكن فمن الجانب الآخر، تشير العديد من الأمهات الى بدئهن في تغذية الطفل من شهره الرابع، من دون تسبب ظهور مشاكل الحساسية. وللعلم، فهناك دراسة طبية كبيرة تبين نتائجها ان التبكير في تناول الطفل للأطعمة يولد لديه مناعة من الحساسية لبعض المواد. ولكن تبقى تلك وجهات نظر طبية، بينما يبقى الأساس هو أفضلية اتباع الارشادات الصحية العالمية تفاديا للمخاطرة. ومن المهم التشديد على ان يتم ادخال الطعام للطفل على شكل مهروس مخفف لكل نوع من الخضار على حدة، حتى يتعرف جهازه الهضمي عليه ومما يسمح للام بالتعرف على الأنواع التي يحبها أو يتحسس منها.»
وجود حليب خاص لحساسية حليب البقر
لدى بعض الأطفال حساسية من الحليب البقري أو قد يصابون بأعراض نتيجة لافتقارهم لافراز انزيم اللاكتيز بما يقلل أو يمنع هضمه. وتعد الحساسية سبباً شائعاً لأعراض الاسهال المزمن وآلام البطن المتكررة نتيجة لحدوث تخمر وغازات. وقد أشار الاستشاري خالد الصراف الى ان الاحصائيات المحلية تشير الى اصابة 7% الى 8% من أطفال الكويت بحساسية من الحليب البقري (ومنه حليب الرضاعة الصناعي). وأضاف: « فان لاحظت الأم تكرار قيء الطفل بعد تناوله الحليب الصناعي، وبخاصة لو تبعه طفح جلدي واسهال وخروج مخاط مع البراز فذلك دليل على حساسيته من الحليب البقري، وعليه يجب ايقافه عنه واستعمال البديل. وفي هذه الحالة، يحتاج الطفل الى نوع خاص من الحليب متوفر في وزارة الصحة وفي الأسواق لكن تكلفته عالية. واذا كانت حساسية الطفل خفيفة، فقد تفضل بعض الأمهات تجربة حليب الصويا كبديل للحليب، فقد لا يتحسس الطفل منه، ولكن لو كانت الحساسية شديدة فيجب استشارة الطبيب لأخذ الحليب المركب والخاص بهذه الحالات».
حليب HA للوقاية من الأكزيما
وتابع الاستشاري خالد الصراف توضيح ما قد يلتبس على البعض من معنى لرمز HA الذي يكتب في أنواع من حليب الأطفال، وقال: «توجد العديد من ماركات حليب الأطفال التي يتبع اسمها رمز HA. لكن ذلك ليس لأنها تستخدم لمن يعاني من حساسية لحليب البقر، بل لاستخدامها للمواليد الذين لديهم أخوة يعانون من اكزيما أو حساسية جلدية، كي يتناولوه منذ بداية ارضاعهم الحليب الصناعي حتى يقللوا من فرصة اصابتهم بالاكزيما».
حساسية الخردل
أشارت الاحصائيات الى صعود حساسية المستردة (الخردل) في أكثر من دولة أوروبية لأعلى قائمة الأغذية المسببة للحساسية الغذائية من بعد الحليب البقري والبيض والفول السوداني. والغريب هو أن فرنسا التي تعد من أكثر الدول انتاجا للخردل، يعاني شعبها من أكثر نسبة اصابة بحساسية منه. ومن المعروف، أن 73% من المصابين بحساسية الأنف في الهند لديهم أيضا حساسية الخردل. وللتنويه، فيعد الخردل من أفضل المواد الغذائية الفاتحة للشهية وتعمل كمنبه للقلب، كما يستعمل في اللاصقات الجلدية لعلاج الروماتيزم، واستخدامات علاجيه أخرى.
العلاج بالأدوية
تتوفر الكثير من الأدوية لعلاج الحساسية، بعضها مندون وصفة طبية، ولعلاج أعراض الأكزيما وحمى القفر Hay fever، وتقليل سيلان الأنف أو الطفح الجلدي والجفاف، مثل مضادات الهيستامين ومهبطات الاحتقان. ولهذه بعض الآثار الجانبية، فمضادات الهيستامين قد تؤدي الى الدوخة، لذا فقد لا ينصح باستخدامه للأطفال، كما ان مهبطات الاحتقان قد تجعل الطفل سريع الاهتياج أو مفرط الحركة.
وتعتبر المركبات الكورتيزونية الموضعية من أكثر العلاجات التي تصرف لأمراض الحساسية. ولها تركيبات مختلفة وأشكالا متعددة تشمل الكريمات والسوائل والبخاخات. ولكل منها استعمالاته بحسب نوع الحساسية التي يعاني منها الطفل، لكن استعمالها يجب أن يتم بحذر وتحت اشراف ارشادات الطبيب.