السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دور المرأة في الإسلام
في سيرة المصطفى عليه السلام، ما يؤكد0 أن المرأة شاركت في الدعوة، وشاركت في الهجرة، وشاركت في الابتلاء، وشاركت في الغزو، وشاركت في العلم، وشاركت في الرواية، وشاركت في الاجتهاد، وشاركت في تأمين الإسلام من الأعداء، بل اعترف الإسلام بدورها، وفضلها في حفظ كيان الجماعة الإسلامية، ووقايتها من أي اضطراب يؤثر على أمنها الداخلي .
فها هي أُمّنا أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه و سلم، الذي يدخل عليها غاضبًا بعد صده وأصحابه رضي الله عنهم، عن المسجد الحرام، ثم توقيع صلح الحديبية، الذي كان وَقْعُ بعض شروطه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم شديدًا، حيث رأى فيه بعضهم غبنًا شديدًا على المسلمين، وأن قبوله لون من الذلة لا يتفق وعزة الإسلام، وإعطاء الدنية في الدين، ومن هنا لم يبادروا إلى تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالتحلل من إحرامهم .
نعم يدخل النبي عليه الصلاة والسلام، على زوجه أم سلمة صائحًا : ( هلك المسلمون يا أم سلمة، أمرتهم فلم يمتثلوا!) (رواه أحمد والبخاري)، وفي رَوِيَّةٍ وحَزْمٍ، قالت رضي الله عنها : اعذرهم يا رسول الله، فقد حمّلت نفسك أمرًا عظيمًا في الصُّلح، ورجعوا دون فتحٍ، ولاحَج. فهم لذلك مكروبون، والرأي : أن تخرج، ولا تلوي على أحد، فتبدأ بما تريد، فإذا رَأَوْكَ فعلتَ تبعوك، وعلموا أن الأمرَ حَتْمٌ لا هوادة فيه، وهم مؤمنون بك، محبوك، مضحّون فيك.. فانشرح من النبي صلى الله عليه و سلم صدره، واستقر قلبه، واطمأن إلى ما ارتأت ربة الفكر الجيِّد، والرأي السليم، فقام من فوره إلى هديه فنحره، ودعا بالحلاق فحلق رأسه، فلم يكد المسلمون يرون النبي صلى الله عليه و سلم يذبح، ويحلق، حتى تواثبوا إلى تنفيذ الأمر، والتأم الشمل، وكان ذلك الرأي فتحًا، وأي فتح .
وقد صاغ هذا الحديث الأستاذ الشيخ شلتوت بقوله : انتظم الشمل، وسار جند الله برأي أمة الله، في سبيل الله، حتى تمت كلمة الله، وأنزل على نبيه : ( اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا) (المائدة : 3) .
أمة بقائدها تأخذ برأي أمة من إماء الله سبحانه، ويراه القرآن فتحًا، ثم يأتي بعد ذلك من جف فكره، ومن لا رسالة له في الدنيا، اللهم إلا رسالة مادية محدودة، قوامها الباطل والهوى، ويغمز من شرع الله سبحانه وتعالى، ويتهمه بالقصور، وعدم الفاعلية.. أليس ذلك من العجب العجاب؟!
دمتم برعاية الله
منقول
من كتاب
وثيقة مؤتمر السكان والتنمية
للدكتور الحسيني سليمان جد